الدرس اﻷول من أساسيات تعلم Linux Ubuntu سوف نتحدث عن مقدمة عامة حول نظام لينكس وسوف نتناول أيضا معلومات مبدئية حول توزيعة أوبونتو.
تاريخ نظام Linux (لينُكس)
في 1970 بزغ إلى النور نظام يدعى Unix وقد كان مفتوح المصدر (أي قابل لقراءة وتعديل أكواده البرمجية)، مما جعله يجتذب الكثير من الشركات والمؤسسات والجامعات، وفي 1983 قامت شركة تُدعى AT&T (وهي المالكة لـ Unix) بتقييد النظام وإيقاف الشيفرة ومنع إتاحتها للآخرين، وأن على أي مؤسسة تريد نسخة من Unix أن تطلب ترخيصًا من الشركة لاستخدامه؛ اﻷمر الذي أثار وأغضب العديد اﻷشخاص.
أبرز الغاضبين كان شخصًا يدعى “ريتشارد ستالمان” (مؤسس حركة البرمجيات الحرة، ومشروع GNU)، مما جعله يبدأ كتابة مشروع جنو في 1984 مباشرة بعد سنة واحدة فقط من إقفال شيفرة Unix، وأما في 1985 أسس ريتشارد حركة ومؤسسة البرمجيات الحرة اللاربحيّة، وذلك لتقديم الدعم لمشروع جنو والبرمجيات الحرة، وبعد ذلك انضم إلى المشروع اﻵلاف من المبرمجين والمتطوعين من مختلف بقاع العالم.
بعد الانتهاء من تطوير وكتابة أجزاء كثيرة من نظام وبرمجيات GNU، كان آنذاك ينقصه شيء واحد ولكنه مهم جدًا، ألا وهو النواة (Kernel)، وفي تلك اﻷثناء بالتحديد عام 1991 قام طالب يدعى “لينوس تورفالدز” (مطور لينكس) بإنشاء نواة للنظام GNU وقد أسماها Linux وبهذا الشكل نتج النظام على النحو اﻵتي:
أدوات GNU + النواة (Linux) = نظام تشغيل متكامل (GNU/LINUX).
ما هي البرمجيات الحرة؟ ما هو المصدر المفتوح؟
- برمجيات حرّة: حركة أسسها ريتشارد ستالمان لدوافع أخلاقية وتُركّز حريات المستخدمين أكثر من اﻷشياء اﻷخرى، أيّ أن حرية الشخص هي فوق كل اعتبار، ثم تأتي اﻷشياء اﻷخرى، وهذا يعني أن هاته البرمجيات (أو الشيفرة) قابلة للاستخدام والدراسة والتعديل وإعادة التوزيع ونسخها للآخرين بحريّة مطلقة وبلا أيّة قيود.
- برمجيات مفتوحة المصدر: هي حركة تسبّب عدة أشخاص من ضمنهم لينوس تورفالدز مطور لينكس، وهي نفس البرمجيات الحرة تقريبًا، ولكن الفرق هو أن المصدر المفتوح يركّز أكثر على الدوافع التقنية والاستراتيجية و زريادة اﻹنتاجية وتحسين التطوير في تصميم البرامج أكثر من اهتمامها بالدوافع اﻷخلاقية التي تتميز بها البرمجيات الحرة.
ولنكون أكثر واقعية، فإنه لا يوجد فرق شاسع بين الحرّ والمفتوح المصدر، بل هما وجهان لعملة واحدة، ولكن ﻷنه توجد مشكلة في اللغة اﻹنكليزية في مصطلح Free Software، (فكلمة Free قد تعني مجاني وقد تعني حرّ، فربما تعني “برمجيات حرة” وربما تعني “برمجيات مجانية”)، ولهذا السبب فقد تم اختراع مصطلح Open Source لحلّ هذا اﻹشكال.
ما هي Ubuntu؟
– أوبونتو هي توزيعة من توزيعات Linux، (ويوجد عدد كبير من التوزيعات المتنوعة (قد تصل ﻷكثر من 300) التي تختلف في الواجهة والمظهر وأسلوب التعامل والاستخدام، ولكنهم يشتركون جميعًا في النواة وأدوات جنو، ومن اﻷمثلة على توزيعات لينكس: LinuxMint, Debian, Fedora, OpenSuse, Redhat, CentOS, ElementaryOS, Slackware, Kali, Arch, إلخ…).
– ونحن اخترنا توزيعة Ubuntu ﻷن اﻷكثر شعبية واستخداما وسهولة وتطبيقاتها متوفرة بوفرة.
– أوبونتو مصممة بواسطة شركة كانونيكال التي يمتلكها “مارك شتلوورث” الذي كان متحمسًا ﻹنشاء نظام حر مفتوح المصدر، وأوبونتو هي السبب في اشتهار لينكس على هذا النحو نظرا لسهولتها وبساطتها للمستخدمين المبتدئين ووفرة التطبيقات الخاصة بها.
– كلمة Ubuntu هي كلمة إفريقية (أتت من لغة الزولو)، ومعنها الإنسانية تجاه اﻵخرين.
– آخر إصدار من Ubuntu هو 14.10، ولكننا ننصحك باستخدام اﻹصدار 14.04 ﻷنه أكثر استقرارا ومدعوم حتى 2019، بعكس اﻹصدار 14.10 المدعوم لتسعة أشهر فقط، وفي هذه الدورة سنستعمل 14.04، علمًا أن معظم اﻹصدارات لا تفرق كثيرا عن بعضها، بل تتبع نفس الغرار غالبًا.
– أوبونتو تستعمل واجهة (بيئة سطح مكتب) اسمها Unity، وهنالك الكثير من الواجهات المتنوعة في نظام لينكس، مثل KDE, GNOME, XFCE, MATE, LXDE, Cinnamon وغيرها.
ما هي أنواع التويعات؟
– في لينكس لدينا نوعان من التوزيعات:
- توزيعات مصدرية: أو التوزيعات الصفرية، وهي التي تم بناؤها من الصفر مثل Debian, Arch, Slackware, OpenSuse, إلخ…
- توزيعات مبنية: وهي التوزيعات التي تمّ بناؤها فوق توزيعات أخرى (أو بالاستعانة بتوزيعة أخرى)، مثل توزيعة Ubuntu المبنية على Debian (فقد قامت أوبونتو بإدخال عدد هائل من التعديلات على دبيان لجعلها أفضل وأسهل للمستخدمين)، ومثال آخر: توزيعة LinuxMint وهي توزيعة مبنية فوق Ubuntu وغرضها تسهيل أوبونتو بشكل أكبر وإضافة بعض اﻷدوات واﻹضافات؛ واﻷغلبية الساحقة من توزيعات لينكس مبنية وليست مصدرية (ﻷنه لا حاجة لإعادة اختراع العجلة طالما هنالك أنظمة يمكن أن تبني فوقها وتحسّنها).
* انظر إلى الصورة اﻵتية، التي توضح شجرة تفرّع توزيعات لينُكس:
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء